كانت جلالة الملكة إليزابيث الثانية أطول من جلست على عرش البلاد، وقد تركت وفاتها، عن عمر يناهز 96 عامًا منها 70 عامًا ملكة لبريطانيا، كرة القدم في حداد على فقدان أحد أكبر داعميها.

من جهته قال رئيس FIFA جياني إنفانتينو: "تمثّل وفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية خسارة فادحة لكرة القدم ومجتمعنا والعالم، وفيما يخص كرة القدم، كانت الملكة حاضرة في أكثر اللحظات الكروية التي تفتخر بها إنجلترا، عندما قدمت كأس جول ريميه إلى بوبي مور بعد فوز انجلترا بكأس العالم FIFA 1966 على أرضها، كما دعمت اللعبة طوال حياتها. أما فيما يخص المجتمع، كانت الملكة رئيسة دولة لعدد من الاتحادات الأعضاء في FIFA، وكانت مناصرة نشطة لكرة القدم في جميع أنحاء المملكة المتحدة وداعمة لرياضتنا في جميع أنحاء الكومنولث. وعلى الصعيد العالمي، يشعر مجتمع كرة القدم بالأسى والحزن حيال رحيل قائدة عالمية شجعت كل شخص قابلته، وبالنيابة عن كرة القدم في جميع أنحاء العالم، فإن نشارك العائلة المالكة الأحزان في هذا الوقت الصعب."

وكانت الملكة رئيسة الدولة لما يقرب من عشرين اتحاد عضو في FIFA ولطالما دعمت لاتحادات كرة القدم في إنجلترا واسكتلندا وويلز.

وحين استضافت إنجلترا كأس العالم 1966، كانت الملكة إليزابيث هي من افتتحت البطولة رسمياً. وقالت قبل المباراة الافتتاحية التي جمعت بين إنجلترا وأوروجواي على ملعب ويمبلي: "أرحب بجميع زوارنا وأنا على يقين بأننا سنشهد كرة قدم رائعة."

وبعد انتهاء المباراة النهائية، قدّمت الملكة بنفسها كأس جول ريميه الشهير إلى قائد منتخب انجلترا، بوبي مور، بعد فوز إنجلترا 4-2 على ألمانيا الغربية. وقد حرص مدافع إنجلترا على مسح يديه أثناء صعوده إلى الصندوق الملكي قبل استلام الكأس.

كما تذكّرت الملكة هذه اللحظة في رسالة إلى جاريث ساوثجيت مدرب إنجلترا قبل نهائي كأس الأمم الأوروبية 2020 أمام إيطاليا العام الماضي، إذ قالت "قبل خمسة وخمسين عامًا، كنت محظوظة بتقديم كأس العالم إلى بوبي مور ورأيت ما يعنيه هذا الإنجاز للاعبين والإدارة وموظفي الدعم للوصول إلى نهائي بطولة من أكبر بطولات كرة القدم والتتويج بلقبها."

وأضافت "أريد أن أرسل إليكم تهنئتي وتهنئة أسرتي على بلوغ نهائي كأس الأمم الأوروبية، وأتمنى لكم كل التوفيق غداً على أمل أن يُسجّل التاريخ ليس فقط نجاحكم ولكن أيضًا الروح والالتزام والفخر الذي تميزتم به طوال البطولة."

وخلال السنوات الأولى من جلوسها على العرش، حضرت الملكة العديد من نهائيات كأس الاتحاد الإنجليزي لتقديم الكأس إلى قائد الفريق الفائز ومواساة الطرف الخاسر. وغالبًا ما اعتبر اللاعبون تلك الحظة من أهم لحظات مسيرتهم الكروية. بالإضافة إلى ذلك، منحت الملكة لقب فارس لعدد من شخصيات كرة القدم، بما في ذلك السير ستانلي ماثيوز، الذي أصبح أول لاعب يحصل على هذا الوسام.

وفي بادرة أخرى، لم يفت الملكة أن ترسل رسالة تهنئة إلى منتخب إنجلترا الذي فاز مؤخراً بكأس الأمم الأوروبية للسيدات 2022.

والتزاماً منها بالحياد الصارم، لم تكشف الملكة أبدًا عما إذا كان تفضل فريقاً بعينه.